رُحْماكَ، يا ابنَ داود!

القوت اليومي

رُحْماكَ، يا ابنَ داود!

 

حين سمع الضجّة التي كانت تحدثها الجموع، سأل الأعمى: "ما هذا؟" فأخبروه بأنّ يسوع الناصري كان يمرّ من هناك.عندها، اتّقدَت نفسه إيمانًا بالمسيح وأخذ يصيح: "رُحْماكَ، يا ابنَ داود!"
أنت المتوقّف على جانب طريق الحياة القصير جدًّا، ألا ترغب أنت أيضًا في الصياح؟
أنت الذي ينقصك النور وتحتاج إلى نِعَم جديدة لتقرّر أن تبحث عن القداسة، ألا تشعر بالحاجة الملحّة إلى أن تصرخ: "رُحْماكَ، يا ابنَ داود"؟ صلاة قصيرة وحارّة يجب تلاوتها باستمرار!
أنصحكم بالتأمّل ببطء في اللحظات التي سبقت هذه المعجزة، لكي تنطبع هذه الفكرة الواضحة جدًّا في روحكم: يا للفرق بين قلب يسوع الرحوم وقلوبنا المسكينة!
ستساعدكم هذه الفكرة باستمرار، خاصّة ساعة المِحَن والتجارب، وأيضًا ساعة الاضطرار إلى الاستجابة لمتطلّبات الحياة اليوميّة المتواضعة، وساعة البطولة. فقد "انتهر كثيرون الأعمى ليسكت".
أنت أيضًا، حين شعرت بأنّ يسوع كان يمرّ بالقرب منك، خفق قلبك أكثر وبدأتَ تصرخ نتيجة إصابتك باضطراب عميق. لكنّ أصدقاءك وعاداتك ورفاهيّتك ومحيطك نصحوك بأن تصمت وبألاّ تصرخ: "لماذا تنادي يسوع؟ لا تزعجه!"
ذاك الأعمى التعيس لم يصغِ إليهم؛ بل على العكس، صاح بصوت أعلى: "رُحْماكَ، يا ابنَ داود!" والربّ الذي كان قد سمعه منذ البداية، تركه يتابع صلاته.
وهذا الأمر ينطبق أيضًا عليك. إنّ يسوع يسمع في الحال نداء نفسنا، لكنّه ينتظر. هو يريدنا أن نكون مقتنعين تمامًا بأنّنا نحتاج إليه.
هو يريد أن نتضرّع إليه بإصرار، كما فعل ذاك الأعمى على جانب الطريق. وكما قال القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "فلنَتمثّل به.
حتّى لو لم يمنحنا الربّ على الفور ما نطلبه منه، وحتّى لو حاولت الجماهير أن تلهينا عن صلاتنا، علينا ألاّ نكفّ عن التضرّع إليه".

 

القدّيس خوسيه ماريا إسكريفا دي بالاغير