تَسبيحُ الأطفالِ تَبكيتٌ لِصَمتِ الشُيوخ

القوت اليومي

تَسبيحُ الأطفالِ تَبكيتٌ لِصَمتِ الشُيوخ

 

 

 

إنَّكَ عِمَّانوئيلُ لنا ومِثلنا

وإنَّكَ مَعَ والِدِكَ لهُ ونَظيرُهُ.

هُوذا كَروبو النّارِ يُبارِكونَكَ بِرَفِّ أجنِحَتِهِم

والأولادُ يُسَبِّحونَكَ بِهوشعناهُم.

 

ها هي ذي المَراتِبُ كُلّها على أنواعِها تَطوفُ بِكَ:

ألعُلى بأنوارِهِ والعُمقُ بأغصانِ أشجارِه.

إنّكَ القديرُ فوقُ يَرهَبُكَ اللّهيب،

والمُتواضِعُ تحتُ تلبَسُ الفقرَ كُلّهُ.

 

ملائِكة ُ العُلى تَرسُمُ طريقكَ بِبُروقِ النّار،

وَبَنو العُمقِ يَطرَحون أمامَكَ أثوابَهُم.

هبَطَ الجَبَّارُ مِنْ بَيتِ أبيهِ يَفتَقِدُ أرضَنا

وبَلغَ مُريداً أقصى حُدودِ فقرِنا.

 

ضافِرُ التّيجانِ طلبَ جَحشاً يَدخُلُ عليهِ صِهيون،

ليَحُط َّ بِتواضُعِهِ عِزَّ المُتَسلّطين!

شاهَدَ بَنو العِبرانِيِّين تواضُعَ الملِكِ العَظيم،

فحَمَلوا الأغصان مُغنّـِين وهوَ داخِلْ.

 

رفضَ الشيوخُ أنْ يُسَبِّحوا المَلِكَ الذي أتى أرْضَنا

وَهَبَّ أطفالُ الأرضِ يُسَبِّحونَهُ مُنذهلين.

أدَّى الفتيانُ بِرّاً كان دَيناً على شيوخِ الشَعب،

فقامَتْ آنذاكَ التّسبِحَة الواجِبَة.

 

أغلَقَ الكَهنَة ُ والكَتَبَة ُ أفواهَهُم ولمْ يُسَبِّحوا

والأطفالُ تَضامُّوا أجواقاً يُنشِدون هوشعناهُم.

تبارَكَ الذي أتى باسمِ الرَّبّ، صاحَ الأبرياء،

فارتَجَّتْ طَريقُ المَلِكِ الآتي بالمَجدِ الجَديد.

 

إنحَنتِ الأشجارُ تَهَبُ أغصانَها وتُهيِّئُ الطريق،

لِلثمَرَةِ الطـَّيِّبَةِ التي وَهَبَتها العالمَ الجَفنة ُ المُبارَكة.

ضَفرَ الأطفالُ إكليلَ المَجدِ وهُمْ فرِحون

لِقديمِ الأيَّامِ وقدْ صارَ طِفلا ً بين جُموعِهِم.

قديمُ العوالمِ أتى وصارَ فتَىً في أرضِنا،

لِذلِكَ هَبَّ الفِتيانُ إلى تَسبيحِهِ.

 

 

(نشيد أحد الشعانين).

 

مارِ يَعقوبَ السَروجيّ (+521).