«اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين»

القوت اليومي

«اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين»

«اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين»

 

إنّ التّبشير بالإنجيل يخضع للوكالة الرّسولية التي أعطانا إيّاها الرّب يسوع: "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به" (مت 28: 19-20)... إنّ القائم من بين الأموات يبعث خاصته ليبشروا بالإنجيل في كلّ زمان ومكان، كي ينتشر الإيمان به في كلّ أمصار الأرض. 


ففي كلمة الله، تظهر دوما ديناميكيّة "الخروج"، هذه التي يريد الله إحداثها في المؤمنين. لقد قبِل إبراهيم الدّعوة إلى الذّهاب نحو أرض جديدة (تك 12: 1)؛ وسمع موسى دعوة الله: "فالآن، اِذهَبْ! أُرسِلُكَ" (خر 3: 10)، فأخرج الشّعب إلى أرض الميعاد؛ وقال الله لإرميا: "إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ" (إر 1: 7)... إننا كلّنا مدعوون إلى "خروجٍ" رسوليّ جديد. فعلى كل مسيحيّ وكل جماعة تمييز الدّرب الذي يريده له / لها الرّب، ولكننا كلنا مدعوّون إلى قبول هذا النّداء: الخروج من راحتنا الخاصّة والتسلّح بالشّجاعة للوصول إلى كلّ الحدود الخارجيّة التي هي بحاجة إلى نور الإنجيل. 



إنّ فرح الإنجيل الذي يملأ حياة جماعة التلاميذ هو فرح رسوليّ. يختبره التلاميذُ الاثنان والسبعون، هم من يعودون من الرّسالة مفعمين بالفرح (لو 10: 17). وقد رأى ذلك الرّب يسوع وابتهج فرحًا بالرّوح القدس... هذا الفرح علامةٌ بأنّ الإنجيل قد بُشِّر به وأنّه يُعطي ثمارًا. ولكنّ هذا الفرح ما زال يحمل ديناميكيّة الخروج والعطاء، الخروج من الذّات، السير، النّثر دائما من جديد، ودائما أبعد. يقول الرّب: "لِنَذْهَبْ إِلَى الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَكْرِزَ هُنَاكَ أَيْضًا، لأَنِّي لِهذَا خَرَجْتُ"(مر 1: 38)... كَون الكنيسة أمينة لقدوة المعلّم، من المهمّ جدًا اليوم أن تخرج لتبشّر بالإنجيل لجميع الناس، في كل الأمكنة، في كل المناسبات، من دون تردد، من دون نفور ومن دون خوف.

 

البابا فرنسيس 
الإرشاد الرّسولي "فرح الإنجيل Evangelii Gaudium "، الأعداد 19 - 23