الّرجاء المُعطى للنّفس بالآم المسيح

القوت اليومي

الّرجاء المُعطى للنّفس بالآم المسيح

 

 

إنّي أكرّمكَ باحترام وأسجد لك وأباركك

أيّها الإله الرؤوف المحبّ البشر

وأشكر صلاحك غير المحدود

و نعمتك السّامية

ومحبّتك الحارّة غير الموصوفة

 

إذ خلقتنا بقدرتك من حيث لم نكن

ولمّا هلكنا بخطايانا وصرنا أبناء الغضب

إنعطفت نحونا وخلّصتنا  بأعجوبة إلهيّة

إذ أرسلتَ ابنك الحبيب والوديع إلى العالم

فصالحَتنا بموته ورضيت عنّا

فصرنا به آمنين من القصاص .

 

فلو لم يتأنّس كلمتُك القدّوس

لكنتُ قطعتُ رجائي

وهلكتُ بسبب نقائصي غير المحدودة.

 

لكنّي الآن أحيا بالّثقة به

وأضع عليه اتّكالي ورجائي

وأتوق للبلوغ إليه ، ليس ببرّ نفسي

لكن بالبّر الذي في سيّدنا يسوع المسيح.

 

لهذا أرفع إليك أسمى آيات الشكر

لأجل ابنك الحبيب

وأحمدك على تجسّده المقدس ومولده الطَّاهر

وعلى والدته المجيدة التي أخذ منها جسدًا

ليصير إنسانًا من إنسان كما هو إله من إله.

 

أشكرك على دمه الثّمين

المهراق من أجل خلاصنا

وعلى سّر جسده الإلهي مغذّي نفوسنا

الذي نغتسل به و نتقدّس

ونصير شركاء لاهوته.

 

أشكركَ لأجل آلامه وصلبه وموته وقيامته

وصعوده إلى السّماء

وعلى المجد الذي يتمتّع به الآن

في جلوسه عن يمين عظمتك

من حيث أرسل الرّوح القُدُس

بحسب وعده المقُدُس إلى تلاميذه

فحلّ عليهم

 وملأهم من المواهب و النَّعَم.

 

أشكركَ شكرًا غير منقطع وغير متناهٍ

على المحبّة السّامية وغير المدركَة

التي أحببتنا  بها ، وإن كنّا غير مستحقيّن

   لأنك هكذا أحببتَ العالم

حتى بذلتَ ابنك الوحيد

كيلا يهلك من يؤمن به

بل تكون له الحياة الأبديّة .

 

والحياة الأبديّة أن نعرفك

أنت الإله الحقيقي وحدك

                            ونعرف ابنك يسوع الذي أرسلته                                        

 

وأن نقرّ بك بإيمان صادق

وبأفعال مطابقة لإيماننا المُستقيم.

فعسى أن نبلغ إليك أيها الآب

ونتمتعّ بملكوتك ، بحقّ محبّتك للبشر

وباستحقاقات ابنك الوحيد

 

يسوع المسيح ربَّنا

الذي لك معه ومع الرّوح القُدُس

المجد و الرَّفعة و العزّة إلى الدَّهور.

محتقرًا الأرضيات ، راغبًا في السّماويات

ذاكرًا جميع إنعاماتك ،

 

وممجّدًا إياك في كلّ حين

أيها الآب الأزلي ، مع ابنك

يسوع المسيح ربَّنا

    وروحك الحيّ القدّوس

يا من تحيا وتملك أبد الدّهور. آمين.

 

القديس اغوسطينس