المعموديّة هي ثمرة الإيمان

القوت اليومي

المعموديّة هي ثمرة الإيمان

 

 

 

 

 

أن اتعمّد يعني أن أعلن أنيّ أحيا لله وأؤمن بأنّه يحبّني، يرافقني ويريدني أن أبلغ ملء سعادتي على الأرض وفي الحياة الأبديّة، والسّعادة هذه من وجهة النظر المسيحيّة هي أن أحيا سلام القلب ونقاء الضمير، أن أحيا بموجب قناعاتي ولا ألبس أوجه متعدّدة.

 

هي أن أؤمن أنّ سبب وجودي في هذا العالم ليست الصدفة أو الطبيعة، أنّما هو حبّ الله لي، حبّ ظهر بتجسّد يسوع المسيح من أجلي، أخذ طبيعتي ليشاركني في حالتي الإنسانيّة ويعلّمني أن أكون مثله: في إنسانيّتي أقدر ان أغفر لمن أساء إليّ، أن أقف الى جانب المظلوم ولا أخاف الحكم البشرّي، أن أعزّي الحزين، وأداوي المجرّح والمتألّم،

 

أن أبلسم جراح البشر بكلمة الرَّحمة كما فعل يسوع، أن أشفي الأبرص، أي من استهلك جسمَه وروحه بالخطيئة، أن أردّ الخاطىء إلى التوبة دون دينونة وقساوة قلب، أن أضحّي في سبيل الآخر كيسوع الذي مات من أجلي على الصَّليب، وأن أطلب من الله المغفرة لمن يقتلني كلّ يوم.  بعبارة أخرى، أن أعتمد يعني أن ألبس منطق المسيح وفكره، أن أحمل إنجيله، أن أصبح مسيحاً آخر في عالم اليوم.

 

المعموديّة تعني أن أؤمن أنّ يسوع أعطاني المعنى الحقيقيّ لحياتي، وأنّ حياتي تنبع منه وتتّجه إليه، صار يسوع دستور حياتي.  أن أعتمد يعني أن أتبنّى الحبّ، حبّ الله وحبّ الآخر، دستوراً لحياتي، دستوراً غير قابل للتعديل، حتّى لمرّة واحدة.

 

 

 

 

الأب بيار نجم.