المرأة "الإفخارستية"

القوت اليومي

المرأة "الإفخارستية"

   



عندما نتكلم عن علاقة الكنيسة والإفخارستيا لا يمكن أن ننسى مريم أم الكنيسة ومثالها فمريم تقود خطانا نحو هذا السرّ الأقدس، لما يوجد بينهما علاقة عميقة.


في رواية التأسيس لا حديث عن مريم، لكننا نعلم أنها كانت حاضرة بين الرسل المواظبين على "الصلاة بقلب واحد" في الجماعة الأولى الملتئمة بعد الصعود في انتظار العنصرة.


إن مريم امرأة إفخارستي في حياتها كلها، لذلك الكنيسة مدعوة إلى التشبّه بها أيضًا في علاقتها مع هذا السرّ الكلي القداسة.


مارست مريم نوعًا ما إيمانها الإفخارستي قبل تأسيس الإفخارستيا، بمجرد أنها قدمت حشاها البتولي لتجسد كلمة الله.


هناك تشابه عميق بين "فليكن لي بحسب قولك" جوابا من مريم عن أقوال الملاك "أمين" التي نلفظها عند تناول جسد ودم الرّبّ.


عندما حملت في حشاها الكلمة المتجسد، أصبحت "خباء لبيت القربان" - أول بيت في التاريخ- فيه قُدم ابن الله الذي لم تره بعد أعين البشر التي بشرت به اليصابات.."طوبى للتي آمنت.."(لو 1: 45).


على مدى حياتها حملت مريم يسوع ليس فقط على الجلجلة: تقدمة يسوع إلى الهيكل.. فيه أعلن مسبقًا مأساة ابنها المصلوب "سيفًا يخترق قلب أمه" (لو 2: 34).


كل ما أتمه المسيح تجاه أمه، يتمه أيضًا لصالحنا، لقد عهد إليها بالتلميذ الحبيب، وبشخص ذلك التلميذ يعهد إليها ايضًا بكل واحد منا: "هوذا ابنك!" وكذلك يقول لكل واحد منا: "هي ذا أمك!"

هذا يعني أن نأخذ باستمرار إلى بيتنا الخاص على مثال يوحنا تلك التي تعطى لنا كل مرة كأم. وهذا يعني أن نتتلمذ لها.


البابا القديس يوحنا بولس الثاني.