الروح القدس: بادئ، مكمّل وخاتم

القوت اليومي

الروح القدس: بادئ، مكمّل وخاتم

 

الروح القدس: بادئ، مكمّل وخاتم. إنّ هذه الكلمات الثلاث تحدّد بدقّة دور الرّوح القدس في التدبير الخلاصي من حيث علاقته مع دور الآب ودور الإبن.

مصدر الخلاص هو الآب الذي هو "حياة الأحياء" ومنه تتدفّق الحياة الى الإبن المولود منه فهو أيضاً  "الحياة" للبشر ومن الإبن تصل إلينا بواسطة الروح الذي فيه تستقرّ الحياة فهو "الرب المحيي".

 إنّ الروح هو الحياة المعطاة لنا من الآب بالإبن، أيّ إنّ الله الثالوث القدوس يعطي ذاته للبشر كمعين للحياة الإبديّة بواسطة الرّوح القدس.

إنّ الرّوح هو حضور الله في الإنسان.

إنّ الله، هو في ذاته، شراكة حب يتدفّق أبداً من الآب الى الإبن بالولادة والى الروح القدس بالانبثاق.

إنّ شراكة الحبّ هذه منفتحة نحو خلائقه بواسطة الانسان المخلوق على صورته ومثاله.

والروح القدس الذي فيه تكتمل شراكة الحبّ الالهي، هو إنفتاح هذه الشراكة نحو الانسان. تمّ هذا الإنفتاح أوّلاً في الخلق عندما قرّر الله الآب دفق حبّه على الإنسان إذ خلقه بكلمته على صورته ومثاله (تك 1/26)

ودعاه الى الدخول في شراكة الحب الالهيّة عندما "نفخ في أنفه روحاّ حيّة فصار الانسان نفسًا حيّة" (تك 2/7)

 

الأب الياس خليفة