الذي هو الخلاص

القوت اليومي

الذي هو الخلاص

 

نؤمن ولذا نعلن:

الذي هو النّور، الخلاص، الملجأ، المُعين، المُعلّم، المُنجّي، المُجازي، المُساعد، المُثبّت، سُورُنا، الرّاعي، المُدخِل، الباب، الطّريق، الحياة، الشّفاء، الغذاء، الشّراب، وديّانُنا. هكذا نُعلنهُ: إنّه المتألّم غير المتألّم، الابن غير المخلوق، المائت الحيّ، ابن الآب، غير المُدرَك، المُدرَك. الذي حَمَلَ خطايانا، وهو بغير خطيئة، قد خرجَ من سماء الآب، الذي يُكسَر جسدهُ فيصيرُ خلاصاً لنا، والدّمّ والرّوح حياةً وقداسة، والمياه طُهراً لنا، الذي يُنير قلوب خائفيه وهو معهم في كلّ شيء، الذي جعلنا غُرباء عن طريق الثلاب. الذي يُجدّد النفوس وعليه توكّلنا جميعُنا.

ولمّا كان هو الله، وهو، قبل الدّهور، مع الله الآب السّرمديّ، رأى العالم هالكاً في قيود الخطيئة، تحت وطأة الوحش المُحتال، عبداً للموت، بسبب الجهل والضّلال، فكّرَ أن يشفيَ البشر فأتى إلى الحشا البتوليّ محجوباً عن عساكر السّماويّين كافّة، طارحاً في الجهل القوّات المُعادية؛ لقد لَبِسَ غير الفاسد جسداً فاسداً وجَعَلَ الجسد الخاضع للموت غير فاسد، وبذلك أظهرَ في الجسد الذي لَبِسَ أنّ آدم المائت رمزٌ لعدم الفساد، لأنّه بهذا الرّمز، أبطلَ ما هو فاسد.

سَلّم وصايا مقدّسةً في الإنجيل الذي هو بدءُ بشارة الملكوت، والذي به تعلّمنا أن نحيا على مثال الملكوت، والذي به تحطّمَت قيود الثلاب، لنُؤَهَّلَ أن نعبر من الموت إلى عدم الموت، ونأخذ المعرفة عِوَضَ الجهل.

 

من عظة الأسرار في "عهد الرّبّ"