الحَبَلُ بِلا دَنَس والانْتِقال

القوت اليومي

الحَبَلُ بِلا دَنَس والانْتِقال

   قدْ تَلألأَ هذا الامْتيازُ تَلألُؤاً جَديداً عِنْدَما حَدَّدَ سَلَفُنا الخالِدُ الذِّكْرِ بيُّوسُ التَّاسِعُ عَقيدَةَ الحَبَلِ بِوالِدَةِ الله بِلا دَنَس : ذلِكَ أنَّ هَذينِ الامْتِيازَيْنِ مُرْتَبِطانِ ارْتِباطاً وَثيقاً.

فالمَسيحُ قدْ غَلَبَ بِمَوْتِهِ الخَطيئَة وَالمَوْت، وَكُلُّ مَنْ وُلِدَ بِالعِمادِ مِنْ عَلُ وِلادَةً جَديدة، فقدْ غَلَبَ بالمَسيحِ عَينِهِ الخَطيئةَ والمَوْت، على أنَّ الله، بِمُوجَبِ الشَّريعَةِ العَّامَة، لا يُريدُ أنْ يُمْنَحَ الأبْرارُ تَمامَ ثِمارِ الغَلَبَةِ على المَوْتِ إلاّ في آخِرِ الأيَّام.

ولِذلِكَ فإنَّ أجْسادَ الأبْرارِ أنْفُسِهِمْ تَبْلى بَعْدَ المَوْت، ولا يَتَّحِدُ كُلُّ مِنْها بِنَفْسِهِ المَجيدَةِ إلّا في اليَوْمِ الأخير.

لكِنَّ اللهَ قدْ عَفا البَتولَ الطّوباوِيَّةَ مَرْيَمَ مِنْ هذِهِ الشَّريعَةِ العَّامَة ؛ وَهِيَ التي، بِإنْعامٍ فَريد، غَلَبَتِ الخَطيئةَ بِالحَبَلِ البَرِيءِ مِنَ الدَّنَس، ما كانَ عليها أنْ تَخْضَعَ لِسُّنَةِ الفَسادِ في القبْر، وَلا تَنْتَظِرَ حتّى نِهايَةِ الدَّهْرِ افْتِداءَ جَسَدِها.

                                                                          (الدستور الرسولي)

البابا بيُّوسَ الثّاني عَشَر (+1958 )