التواضع والطاعة أولى درجات الحياة الرّوحيّة

القوت اليومي

التواضع والطاعة أولى درجات الحياة الرّوحيّة




يا أبنائي الأحبّاء.


 ليكُنْ رائِدُكم في كلِّ شيءٍ التواضعِ والطاعة، ذاكِرينَ دائمًا أنَّ الخطيئة الأُولى، منذ تكوين العالم،


كانتِ المَعصيَة الناتِجَة َ من الكبرياءِ، كبرياء إبليس التي دفعتهُ إلى التّمرُّدِ على الله.


فوجبَ إذًا أنْ تكون كفّارتُنا بِضدِّ تلك الخطيئة المُزدوجة. وذلك بأنْ ننسَخَ تينكَ الرّذيلتين الأصيلتين


بعكسيهِما بالتواضع والطاعة. نتواضعُ للجميع.


ونُطيعُ بعضُنا بعضًا، ولاسيّما الرؤساءَ فينا، أولئِكَ الذين اختارَهم الله ليتحمّلوا عنّا المسؤوليّات،


فننْصَرِفَ إلى أعمالِنا مُستريحين، خالين البالِ من همومِ الإدارَة. فلنُطِعهُمْ دون تردُّدُ ولا تحفـُّظ ولا


نِقاش.ولنُصَلِّ مِن أجلِهِم بقدرِ مَهامّهم ومشاكلِهِم.



 وإذا درَجنا في هاتينِ الفضيلتينِ الأساسيّتين، أمكننا أنْ نتفرَّغ لِما دُعينا إليهِ من الحياةِ الرُّوحيّة.


فسهُلتْ علينا سُبُلها، وشَملنا الفرَحُ في تجاوزِ عقباتِها وارتيادِ منازِلها، وارتقاءِ درجاتِها، ناهِضين بما


ألقاهُ علينا المسيح مِن مُهمِّةٍ في هِدايَةِ العالم.



قراءةٌ من كتابِ "كوكب البرِّيَّة" ، لفؤاد أفرام البستانيّ