إقترب إليه

القوت اليومي

إقترب إليه

 

 الرّبّ الذي نزل إلى الأرض من حضن الله الآب،

واصبح لنا طريق خلاص،

يُعلّمنا عن التوبة بصوته الإلهيّ المبارك قائلاً:

"لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطأةً إلى التوبة".

 

وإن كان الرّبّ يسوع يتكلّم،

فلمَ تزدري بقوله وتُهمل حياتكَ؟

إن كنتَ تشعر بجراح في داخلك من جرّاء الأفكار والأعمال،

لماذا لا تبالي لجراحكَ الخفيّة؟ لماذا تخشى الطبيب؟

إنّه يُداوي فقط بالكلمة.

 

إن أردتَ أن تأتي إليه فهو مليء بالخيرات، مليء بالرّحمة.

لقد أتى من أجلكَ من حضن الرّبّ،

تجسّد من أجلكَ لكي تأتي إليه بدون خوف،

صار إنساناً من أجلكَ لكي يُداويكَ من جراحاتكَ،

بمحبّةٍ كبيرة وبصلاح كلّيّ يدعوكَ إلى جانبه.

 

إقترب إليه، تتعالج بسهولة،

إرمِ عنكَ ثقل الخطايا،

قدّم الصّلاة وضع دموعاً على الجزء المهترئ،

فهذا الطبيب سماويّ،

كونه صالحاً يُداوي الجراح بالدّموع والتّنهّدات.

 

إقترب من الطبيب الصّالح ذارفاً الدّموع كأفضل الأدوية،

لأنّ الطبيب السّماويّ هكذا يشاء:

أن يُداوي الإنسان نفسه عن طريق دموعه وهكذا يخلص.

 ينتظر الطبيب دموعكَ، لا تخف،

إكشف له عن جرحكَ مقدّماً دواء الدّموع والتّنهّدات.

 

مار أفرام السّريانيّ