أولوِيّة الحياةِ الرّوحيّة

القوت اليومي

أولوِيّة الحياةِ الرّوحيّة



على مَنْ يَعتَنِقون المَشوراتِ الإنجيليّة، أنْ يُفتّشوا عَنِ اللهِ قبلَ كُلِّ شيءٍ ويُحِبُّوه، فإنّهُ أحبَّنا أوَّلا ً. ويَجِبُ عليهِم أيضاً، ومهما كانتِ الظروف، أنْ يَنشَطوا في تَعزيزِ الحياةِ المُستَتِرةِ مع المسيح في الله.


مِن هذهِ الحياةِ تَنبَعُ مَحبَّة ُ القريبِ وتُصبِحُ مُلِحّة، وذاكَ لِخلاصِ العالمِ ولبُنيانِ الكنيسَة. وهذهِ المَحبَّة ُ بالذ ّات، هيَ تُنعِشُ أيضاً مُمارَسَة المَشوراتِ الإنجيليّةِ نَفسِها وتوَجِّهُها.

      

وبالتّالي، على الرُّهبانِ أنْ يُكِبّوا دَوماً مُجتَهدين على روحِ التّأمُّلِ وعلى التّأمُّل بالذ َّات، يَنهَلون مِنْ ينابيع الرُّوحانيّةِ المَسيحيّةِ الأصيلة. فليَكُنِ الكتابُ المُقدّسُ بين أيديهِم قبلَ كُلِّ شيءٍ وفي كُلِّ يوم، وليَقبِسوا مِن قِراءَتِهِ والتّأمُّلِ فيهِ معرِفة المسيحِ يسوع التي لا توصَف.


وليَحتفلوا قلباً وفماً بالليتورجيّا المُقدَّسَة، لا سيّما بِسِرِّ الإفخارستيّا المُقدّس، حسَبَ روحِ الكنيسَة، وليُغَذ ُّوا حَياتَهُمُ الرّوحيَّة مِن هذا اليَنبوعِ الذي لا ينضَبُ مَعينُه. وبعدَ أنْ يكونوا  قدْ جَدَّدوا قِواهُم على مائِدَةِ الشّريعَةِ الإلهيّة والمَذبَح المُقدّس، فليُحِبُّوا بِصورَةٍ أخويّةٍ أعضاءَ المسيح، وليُكَرِّموا الرُّعاةَ ويُحبُّوهُم بِروحٍ بَنويَّة، وليَعيشوا معَ الكنيسَةِ ويتحسَّسوا يَوماً بعدَ يومٍ قضاياها باستمرار، وليُنذ ُروا أنفُسَهُم تماماً لِرِسالتها.


(قرار مجمعي في تجديد الحياة الرّهبانية، 6)

مِن وثائِقِ المجمعِ الفاتيكانيّ الثاني المَسكوني.