ألوِلادَة ُ مِنَ الماءِ والرُّوح

القوت اليومي

ألوِلادَة ُ مِنَ الماءِ والرُّوح

 

 

 

 

 

 

 

 سَألتُكَ أصِخْ إليَّ وَكُنْ يَقِظاً. إنّي لَعائِدٌ بِكَ الى يَنْبوع ِ الحَياة، أفجِّرُ مَنْبَعَ الأدْوِيَة. إنَّ آبَ الأزَليَّةِ قدْ أرْسَلَ إلى العالم ِ ابْنَهُ الأزليّ، كَلِمَتهُ، فأتى إلى الإنْسان ِ ليَغْسِلهُ بالماءِ والرُّوح، فولدهُ ثانيَة ً لِيَصُونَ النَفْسَ والجَسَدَ مِنَ الزَّوال. نَضَحَنا بِروح ِ الحَياة، وأفْرَغَ عَلينا بِجُمْلتِنا سِلاحَ البَقاء.

 

فإنْ كانَ الانْسانُ المائِتُ يَتَألّه، وَمَتَى تألّهَ بالماءِ والرُّوح ِ القُدُس، بَعْدَ الوِلادَةِ الجَديدة، مِنَ المَعْمودِيَّة، صارَ أيْضا وارِثاً  لِلسَّماءِ بَعْدَ قيامَةِ الأمْوات.

 

  هَلموا يا جَميعَ الشُّعوبِ إلى أزَليَّةِ المَعْمودِيَّة. هذهِ المياهُ هِيَ التي تُشْرِقُ في الرُّوح، تُرْوي الفِرْدَوس، تَسْقي الأرْض، تُنْمِي النَّبات، تُطَهِّرُ الأحْياء. وخالِصُ القوْل : إنّها تَلِدُ الإنْسانَ في الحَياةِ وِلادَةً ثانيَة، بِها تَعَمَّدَ المَسيح، وعليها نَزَلَ الرُّوحُ بِشِبْهِ حَمامَة.

 

  مَنْ يَنْزِلُ بإيمان ٍ في مَعْمودِيَّةِ التّجْديد، فلْيُلْق ِ عَنْهُ ثوْبَ العُبودِيَّة، وَيَلْبَس ِ التّبنّي، فيَصْعَدَ مِنَ المَعْمودِيَّةِ مُشْرِقاً كالشّمْس، مُشِعّاً بالعَدْل، وأعْظَمُ مِنْ ذلِكَ أنّهُ يَخْرُجُ مِنْها ابْناً لله، ووارِثاً مَعَ المَسيح، لَهُ المَجْدُ والقُدْرَةُ مَعَ الرُّوح ِ القُدُس ِ الصَّالِح ِ والمُحْيي، الآنَ وكلَّ آن ٍ إلى الأبد آمين.

                                                                      

 

  (عظة الظهور المقدس)

 

هِيبولِيطُوسَ المَنْحُول (القرن الرابع)