ألمَسيحُ حَياتُنا

القوت اليومي

ألمَسيحُ حَياتُنا

 

 

 

 

 

 

 إذنْ تَعالَ، اطْلَبْ نَعْجَتَكَ، لا على أيدي خُدَّامِكَ أو أيدي مَأجورين، بَلْ تَعالَ أنْتَ نَفْسَكَ. خُذني بهذا الجَسَدِ الذي أسْقطَهُ آدَم. خُذني لا مِنْ سارَة بَلْ مِنْ مَرْيَم. إحْمِلْني على الصَّليب، أداةِ الخَلاص، إلى التَّائِهين، فبِهِ وَحْدَهُ الرّاحَة لِلمُتْعَبينَ والحَياةُ لِلمائِتين.

         

إنَّ المَسيحَ هُوَ حَياتُنا في كلِّ شَيْء. أُلوهيَّتُهُ حَياة، أزليَّتُهُ حَياة، جَسَدُهُ حَياة، آلامُهُ حَياة، لذا قالَ إرْمِيا : أُعْطِيَ لنا أنْ نَعيشَ في ظلِّهِ، ظِلِّ جَناحَيه : صَليبِهِ وآلامِهِ. مَوتُهُ حَياةٌ وَجُرْحُهُ وَدَمُهُ حَياة، قبْرُهُ حَياةٌ وَقيامَتُهُ حَياةٌ لِلجَميع.

       

 هُوَ الحَبَّة : تَمَزَّقَ بِجَسَدِهِ وَمات، لِيُعْطِيَ فينا ثِماراً كَثيرَة. فمَوْتُهُ إذنْ ثَمَرَةُ حَياة، وَما حَقَّقَ هُوَ حَياة.

       

الجَسَدُ صَنَعَ فيه، الطُّفولَةُ صَنَعَتْ فيه، وَهِيَ حَياة. ألحُكْمُ عليهِ نُفِّذَ فيهِ وَهُوَ حَياة. مَغْفِرَةُ الخَطايا تَمَّتْ فيهِ وَهِيَ حَياة. والكنيسةُ حَياةٌ وَفيهِ تَحَقّقتْ.

 

 

(عظة في المزمور118)

 

القِدِّيسِ أمْبْرُوسيُوس (+397)