ألعطاءُ أجدَرُ بالغِبطَةِ مِن الأخذ

القوت اليومي

ألعطاءُ أجدَرُ بالغِبطَةِ مِن الأخذ

 

 

 

 

قراءَةٌ من القوانينِ الرَّسوليَّة (سنة 380).

 

ألعطاءُ أجدَرُ بالغِبطَةِ مِن الأخذ

 

 

 سَعيدٌ مَنِ استَطاع أنْ يَسْعَفَ نَفسَهُ ولمْ يَجُرْ على اليَتيمِ والغريبِ والأرملة. لأنَّ الرَّبَّ قال: إنَّ العَطاءَ أجدَرُ بالغِبطَةِ مِن الأخذ. وقالَ أيضا: ألويلُ لِمَنْ لا يَشكو فاقة، ألويلُ لِمَنْ يَستَطيعُ أنْ يُغيثَ غيرَهُ ويأخُذ ُ ما لِغَيرِه. سوفَ يؤدِّي كِلاهُما حِساباً لِلرَّبِّ الإلهِ في اليومِ الآخِر. إنَّ الذي يَجمَعُ الحَسناتِ لِصالِحِ اليتامى أو لِصالِحِ مَنْ يَشكون الشَيخوخة، أو لِلمَرضى أو لإعالةِ رَبِّ الأسرَةِ العَديدَةِ الأفراد، لا لومَ عليهِ بلْ يَستَحِقُّ التَكريم. هُوَ يَحسَبُ أنَّ الله قدْ وَضَعَ كَنزَهُ في أيدي المُحسِنين، لكي يُحسِنوا بِلا  إبطاءٍ إلى مَنْ يَسألهُم. إنَّ الرَجُلَ المُحتاجَ لا يأخُذ ُ مِنْ كَسَلِ بَلْ مِنْ كَرَمِ المُحسِنِ الذي يُعطي لأنَّهُ سُئِلَ، وهذا يَكونُ مَغبوطاً لدى اللهِ في الحَياةِ الأبديَّة.

 

أمَّا إذا كان ذو المالِ بَخيلا ً يَحتالُ على الغير، أو يَطمَئِنُّ إلى الكَسَلِ مكان أنْ يَجتَهِدَ غوثاً للآخَرين، فسَوفَ يُؤدِّي حِساباً، لأنَّهُ "حرَمَ الجائِعين خُبزَهُم". ومَنْ لديهِ المالُ لا يُعطيهِ الاخَرين ولا يَستَعمِلـُهُ في نَفعِ نفسِه، فقدِ اقتنى ثـُعباناً، وقد قيلَ: إنَّهُ يَنامُ على كُنوز. وَيَتَحَقّقُ بِهِ ما هُوَ مَكتوب: يَرُدُّ كَسْبَهُ وليسَ يلتَهِمُهُ، ولا هُوَ يَعودُ عليهِ بِفائِدَة. يقولُ الكِتاب: لا يَنفعُ المالُ في يومِ الغَضَب.

 

 

مِثلُ هذا الرَّجُلِ لا يَجعَلُ إيمانَهُ باللهِ بَلْ بِمالِه، جَعَلهُ إلهَهُ وَعقدَ عليهِ رَجاءَهُ. مِثلُ هذا الرَّجُلِ يَجوزُ عَنِ الحَقِّ ويُحابي الوُجوه، يَكفُر. يَقضي أيَّامَهُ حَزيناً، عَدُوَّ نَفسِه، لا يُصادِقُهُ أحد.

 

 

(الكتاب الرابع، 3-4).