ألعروسُ يُقدِّسُ بِعمادِهِ المياه

القوت اليومي

ألعروسُ يُقدِّسُ بِعمادِهِ المياه

 

 

 

 

جُزْ يا يوحنّا عَنِ السُؤالِ وهَدِّئ ْ رَوعَك َ،

لا تَبحَثْ في مِثلِ هذه الأمور.

أنا لم آتِ المَعموديَّة لِأتَقدَّسَ بها،

ولا حاجَة َ لأنْ تقولَ شيئاً حين َ أعْتَمِد.

 

تعالَ صامِتاً وَضعْ يَدَك َ فقط على رأسي،

والآبُ يَرى ما يقولُ على ابنِه.

أبْسُط ْ يَمينَك صَوبي بِصورةٍ رمزيَّة،

وبلا كلمَتِك يَشهَدُ الرُوحُ على الحَقيقيّ.

 

وبينما كان ابنُ العاقِرِ في رعدَةٍ مِن أجلِ هذا،

تَرَك الابنَ يَعْتَمِدُ منهُ، مثلما شاء.

دنا مُرتَجِفاً، سَجَدَ مُعتَرِفاً، بلغَ مُرتِعِداً،

إرتاعَ وارتَعَبَ فدَعَمَتهُ القُدرَةُ لئلّا يَمضي هالِكاً.

 

أتى القُدُّوسُ، بلغَ الماءَ لِيَنحَدِرَ فيَعتَمِد،

أجَّتْ نارُهُ في الأمواجِ فأشعلتها.

إرتَكَضَ النّهرُ في حشا المَعموديَّةِ الطاهِر،

كما ارتَكَضَ يوحنّا في حشا أليصاباتَ بِحَضرةِ سَيِّدِهِ.

 

إلتَهَبَ الماءُ  بِبُروقِ اللّهَب،

لأنَّ النّارَ الحَيَّة أتَتْ إلى العِمادِ لِتَستَحِمَّ فيه.

ألنّارُ المُضرِمَة ُ العوالِم، فرَّقتْ شُهُبَها على اليَنبوع،

فأشعَلَ ضِرامُها النّهرَ بالقداسَة.

 

ألمياهُ البَسيطة ُ امتَزَجتْ بأشِعَّةِ القُدس،

لأنَّ الحَنان اندَفقَ مِن القُدُّوسِ فأضْرَمَها.

جَمرَةُ النّارِ انْحَدَرَتْ تَستَحِمُّ بين الأمواج،

فأراقتْ في الأمواجِ شُعلة َ قداسَتِها.

 

أتى اللّهَبُ يَحمِلُ الحُللَ التي كان يَلبَسُها،

وانحَدَرَ يُلقي النّارَ في مياهِ المَعموديَّة.

 

 

 

 

(نشيد عماد مخلصنا في الأردن).

 

مار يعقوب السَّروجيّ (+521).