ألتَّبنّي بالمَعموديَّة

القوت اليومي

ألتَّبنّي بالمَعموديَّة

 

 

 

 

 

 

 

ألتَّبنّي بالمَعموديَّة

 

 

متى قالَ الكاهن: "باسم الآب"، تذكَّرَ قولَ الآب: هذا هو ابني الحبيبُ الذي به سُررت؛ وافهَمْ بهِ ذخيرة البنين المُعطاة لك. ومتى قال: "والابن"، فافهَمْ بهِ مَنْ كان قريباً منك لأنّهُ اعتَمَد. واعرِفْ أنّهُ استَحَقَّ لك ذخيرة البنين.

 

ومتى قال: "والرّوحِ القُدُس"، فاذكُرْ منْ نَزَلَ في شِبهِ حَمامة، واستَقرَّ عليه، وانتَظِرْ أنتَ أيضاً إثباتَ ذخيرةِ البَنين. "لأنَّ الذين يُقتادون بِروحِ اللهِ هُمْ أبناءُ الله" (روم14/ 8)، حسَبَ قولِ الطوباوي بولس. إنَّ ذخيرةَ البَنين الحَقيقيَّة هي هي يُعطيها الرّوحُ القُدُس. ولا تكونُ حقيقيَّةً إنْ لمْ يَكُنْ الرّوحُ حاضِراً، يَعمَلُ وَيُحِث ُّ على موهِبَةِ الإيمان.

      

إذنْ، بِدَعوَةِ الآبِ والابنِ والرّوحِ القُدُس، تتَّشِحُ بِنِعمَةِ التّبنّي، وتَخرُجُ مِن مياهِ المَعموديَّة، وقد نِلتَ وِلادَةً جديدة، وأتْمَمْتَ بِعِمادِكَ في المياهِ شريعَة الدَفنِ وقبِلتَ بِخُروجِك منها علامَة القيامة، واتَّلدْتَ وتَحَوَّلتَ إلى شخصٍ آخَر.

 

لمْ تَعُدْ مُذَّاك خاصَّةًَ آدَمَ المُتَبَدِّلِ والرَّازِحِ الشقيِّ تحتَ الخَطيئة، بل خاصَّةَ المَسيحِ الذي أصبَحَ بالقيامَةِ غيرَ خاضِعٍ للخَطيئة، وهوَ منذُ البَدءِ لمْ يَقتَرِفْ خَطيئة. لأنَّ الخَطيئةَ كانتْ تُهدِّدُهُ في البَدء، لكنّهُ بالقيامَةِ حَصَلَ على طَبيعةٍ غيرِ مُتَبَدِّلة. فأثبَتَ لنا القيامة من بين الأمواتِ الشركة في عَدَمِ الفساد.

 

 

 

 

(العظة الثالثة عن العماد، 25).

 

تِوُدُورُوسَ المُبْسُوِسْطِي (+ 428).