أشكُرُكَ يا أبتاهُ

القوت اليومي

أشكُرُكَ يا أبتاهُ

 

 

 

هذا هُوَ المَسيحُ الذي صُلِبَ فصارَ بهِ أهلُ الشّمالِ أهلَ اليَمين، والذين مِنْ تَحتُ كالذين هُمْ فوق، والذين هُمْ مِن الوراءِ مثلَ الذين هُمْ مِن الأمام!

 

وبعدَ أنْ قامَ مِن الأمواتِ وَداسَ الجَحيمَ وقتَلَ الموتَ بالمَوت، بعدَ أنْ قامَ في اليومِ الثالث، شكرَ الآبَ قائِلا:

      

 

أشكُرُكَ يا أبتاهُ، لا بِهاتَينِ الشَفتينِ المُتلامِسَتين، ولا بِلسانِ الجَسَدِ الذي يَخرُجُ مِنهُ الحَقُّ والكذب، ولا بِهذِهِ الكلمَةِ التي يَصوغُها العَقلُ فتَنبَثقُ منهُ هيُوليّاً، لكنّي أشكُرُكَ، أيُّها الملكُ، بِتلكَ الكلمَةِ التي، بين يَدَيْكَ، تَفهَمُ الجَميع، التي لا تَقعُ في آذانٍ جَسَديَّة، التي ليسَتْ في العالم، ولا هيَ في الأرض ؛ بهذِهِ الكلمَةِ أشكُرُكَ. أيُّها الآبُ، إنَّ الروحَ الذي فينا هُوَ يُناجِيكَ أنتَ وَحدَكَ.

 

إيَّاكَ يُحِبُّ وإيَّاكَ يُمَجِّد. تَدعوكَ طُغمَة ُ الكامِلين القِدِّيسين كافّة: حَبيباً، أباً، مُعيلا ً، مُعيناً ؛ وكُلُّ ما هُوَ كائِنٌ هُوَ لكَ، وليسَ لآخَر، بلْ هُوَ لكَ وَحدَكَ، يا مَن أنتَ إلى دهرِ الدُهور. آمين.

 

 

قراءةٌ مِنْ "عهدِ الرَّب".