جمعة أسبوع زيارة العذراء لاليصابات

الإنجيل

جمعة أسبوع زيارة العذراء لاليصابات

 

إنجيل اليوم (مر7/ 24-30)

 

 

24 ثمّ قام يسوع من هناك ومضى إلى نواحي صور وصيدا. ودخل بيتًا، وكان يريد ألاّ يعلم به أحد، لكنّه لم يقدر أن يتخفّى عنهم.

 

25 وفي الحال سمعت به امرأةٌ لها ابنةٌ فيها روحٌ نجس، فجاءت وارتمت على قدميه.

 

26 وكانت المرأة وثنيّةً من أصلٍ سوريٍّ فينيقيّ. وكانت تسأل يسوع أن يخرج الشّيطان من ابنتها.

 

27 فقال لها: "دعي البنين أوّلاً يشبعون، فلا يحسن أن يؤخذ خبز البنين، ويلقى إلى جراء الكلاب".

 

28 فأجابت وقالت له: "نعم، يا ربّ، لكنّ جراء الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات البنين".

 

29 فقال لها: "من أجل كلامك هذا، اذهبي، فقد خرج الشّيطان من ابنتك".

 

30 عادت إلى بيتها، فوجدت ابنتها ملقاةً على السّرير، وقد خرج منها الشّيطان.

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 أعطي لنصّ إنجيل هذا اليوم العنوان التالي: "إيمان الفينيقيّة"؛ له نصّ موازٍ في (متّى15: 21-28)، ولهذا الأخير شرح في يوم الأربعاء – الأسبوع السّادس – زمن العنصرة، وفي يوم الأحد – الأسبوع الثاني عشر – زمن العنصرة.

 

 

    الآية (24)

 

 ترينا هذه الآية يسوع في وضع جغرافيّ وإنسانيّ معيّن، حيث سيجري حوار بينه وبين امرأة فينيقيّة: إنّه على أرض وثنيّة، في نواحي صور و صيدا، وفي أحد البيوت، إذن لديه هناك معارف؛ "يريد ألاّ يعلم به أحد"، من هؤلاء النّاس الذين ينجذبون إلى "الخارج عن المألوف"، ويتجاذبون؛ ولكنّه لا يقدر أن يتخفّى عمّن في قلبه إيمان به، ولديه حاجة إليه؛ لذلك، "في الحال"، يقول مرقس، "سمعت به امرأة، لها ابنة فيها روح نجس"؛

 

من هنا ينطلق الحوار. هذه المرأة، وهي وثنيّة من أصل سوريّ فينيقيّ، كما يلحظ الإنجيليّ، جاءت إلى يسوع حيث كان، مُنقادة إليه بكلّيّتها، بإيمانها الواثق به، وبحاجتها المعبّرة عن محبّتها لابنتها، وارتمت على قدميه أمام من كان حاضرًا، من دون خجل وحياء، وسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها، أي أن يشفيها من المرض.

 

جاء جواب يسوع الأوّل عليها من مُنطلق يهوديّ، من كونه يهوديًّا، يأخذ بتميّيز اليهود كونهم أبناء لله، من غير اليهود، كالسّامريّين والوثنيّين، كونهم كلاب (جراء كلاب للتلطيف)، لا رافضًا طلبها، بل مؤجّلاً تلبيته إلى أن يشبع "البنون".

 

لم تبدِ المرأة أيّ انزعاج من جواب يسوع (المزعج والممتحن لإيمانها)، بل وافقت عليه، وقبلت به، واستسمحته إضافة تفضيل بسيط عليه، قائلة: "نعم، يا ربّ، لكنّ جراء الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات خبز البنين"!

 

فتخطّت هكذا كلّ العراقيل والعقبات، وأثبتت صدق إيمانها به واستحقّت جوابًا منه، لا كونه يهوديًّا، بل كونه مخلّصًا، إذ قال لها: "من أجل كلامك هذا، اذهبي فقد خرج الشّيطان من ابنتك"! وهذا ما حدث فعلاً.

 

 

ثانيًا قراءة رعائيّة

 

   1- الآية (27)

 

 هنا مقابلة بين البنين (الذين هم في البيت) والوثنيّين؛ كما الكلاب تأكل بعد البنين، كذلك الوثنيّون ينتظرون دورهم للوصول إلى المائدة.

 

 

  2- شرح عبارات وكلمات

 

أ- نواحي صور وصيدا (24)

 هي أرض وثنيّة؛ نجد هنا تبشير الوثنيّين من جهّة الغرب، كما نجد تبشيرهم من جهّة الشرق مع مجنون الجراسيّين (5: 1).

 

 

ب- وثنيّة (26)

 غير يهوديّة؛ حرفيًّا: يونانيّة؛ انتمت فينيقيّة إلى سورية في الشّرق؛ وتحدّث المؤرّخون عن فينيقيّ إفريقيا الشماليّة كفينيقيّين ليبيّين.

 

 

ج- نعم، يا ربّ، (28)

 ترد تسمية يسوع: يا ربّ مرّة واحدة هنا، في مرقس.

 

 

الأب توما مهنا