الخميس السابع عشر من زمن العنصرة

الإنجيل

الخميس السابع عشر من زمن العنصرة

 

 

 

 

 

إنجيل  (متّى 22/ 35- 40)

 

 

35 سأل عالمٌ بالتّوراة يسوع، ليجرّبه قائلاً:

 

36 "يا معلّم، أيّ وصيّةٍ هي العظمى في التّوراة؟".

 

37 فقال له: "أحبب الرّبّ إلهك بكلّ قلبك، وكلّ نفسك، وكلّ فكرك.

 

38 هذه هي الوصيّة الأولى والعظمى.

 

39 والثّانية تشببها: أحبب قريبك كنفسك!

 

40 بهاتين الوصيتيّن تتعلّق التّوراة كلّها والأنبياء".

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 

أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم، في "الترجمة الليتورجيّة"، العنوان التالي: "أولى الوصايا"؛ له نصّ موازٍ في مرقس ( 12/ 28-34)، وآخر في لوقا ( 10/ 25-28)؛ نشير إلى أنّ السؤال المطروح، في متّى ومرقس، يتناول الوصيّة الأولى أو العظمى، بينما يتناول في لوقا، الحياة الابديّة.

 

 

 

 يخبرنا متّى الإنجيليّ أنّ الفرّيسيّين الّذين سمعوا عن يسوع أنّه قد "أفحم الصدّوقيّين"، جاءوا، مجتمعين معًا، إلى يسوع، وسأله واحد منهم، وهو عالم بالتوراة، ليجرّب قدرته في الحوار، قائلاً: "يا معلّم، أيّ وصيّة هي العظمى في التوراة؟"؛ جمع يسوع، في جوابه، وصيّتي محبّة القريب، المنفصلتين في التوراة

(تث 6/ 5؛ لا 19/ 18)، واصفًا الأولى بالعظمى، والثانية بالشبيهة لها، وجعلها مختصر التوراة والأنبياء (راجع 7/ 12).

 

 

 

 يورد لنا مرقس الإنجيليّ ( 12/ 28-34) الخبر نفسه، متفرّدًا بتفاصيل، نذكر التالية منها.

 

 

   بعد أن سمع "كاتب" رفاقًا له من الكتبة، في جدال مع يسوع، ورأى أنّ يسوع يحسن الرّد عليهم، سأله، هو وبصدق، عمّا هي الوصيّة الأولى بين الوصايا؛

 

 

   وبعد أن سمع هذا الكاتب السائل جواب يسوع المفصّل على سؤاله، تأكّد شخصيًّا من أنّه يحسن الجواب، فأعلن قائلاً ليسوع: "أحسنت يا معلّم...".

 

وهكذا استحقّ هذا الكاتب تقدير يسوع له ( أجاب بحكمة)، وإسماعه كلمة من كلمات الخلاص: "لست بعيدًا من ملكوت الله!".

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 

 

  الآيات ( 37-39)

 

 

 

انطلق يسوع في جوابه، من العهد القديم: من سفر التثنية ( 6/ 5)، الذي يشدّد على محبّة الله، ومن سفر اللّاويّين ( 19/ 18) الذي يشدّد على محبّة القريب؛ الجديد هو أنّه جمع كلّ الوصايا في هاتين الوصيّتين، وركّز الشريعة كلّها في إطار المحبّة، فجعل محبّة القريب مهمّة (حرفيًّا: شبيهة) مثل محبّة الله ( لا تضارب بين المحبّتين)؛ فالكتاب يطلب محبّة القريب كامتداد لمحبّة الله؛ أمّا محبّة القريب فهي علامة لصدق محبّتنا للّه ( 1 يو 4/ 20-21)؛ نحبّ القريب كنفوسنا (من كلّ قلبنا)، أي محبّة لا حدود لها، ولا نقول إنّ المحبّة تبدأ بي لتصل في ما بعد إلى القريب؛ وهكذا بسّط يسوع الأمور وركّز الشريعة كلّها، بفرائضها، في هاتين الوصيّتين.

 

 

 

 الآية (40)

 

 

التوراة أو الشريعة هي أسفار موسى الخمسة؛ الأنبياء هم القسم الثاني من العهد القديم ( راجع متّى 5/ 17)؛ وعندما يذكر هذان القسمان يعتبران متضمّنين القسم الثالث الذي هو الكتب الباقية، مثل المزامير والأمثال... وهكذا أعاد يسوع كلّ شيء إلى المحبّة، لأنّ الله محبّة ( 1 يو 4/ 8، 16). 

 

 

   

الأب توما مهنّا