إنجيل اليوم (يو 4: 39 - 42)
39 آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِريُّونَ كَثيرُونَ مِن أهلِ تِلكَ المَدينَة، مِن أجلِ كَلامِ المَرأَةِ الَّتي كانَت تَشهَد: "إِنَّه قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ".
40 فلَمَّا جَاءَ السَّامِريُّونَ إليه، سَأَلوهُ أن يُقيمَ عِندَهُم، فَأَقام يَومَين.
41 وآمَنَ عَدَدٌ أكثَرُ مِن أجلِ كَلِمَتِهِ.
42 وكَانوا يَقولُونَ لِلمَرأَة: "مَا عُدنَا من أجلِ كلامِكِ نُؤمِن، فَنَحنُ قَد سَمِعنَاه، ونَعلَمُ أَنَّ هَذا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم".
أوّلاً قراءتي للنصّ
آيات نصّ إنجيل هذا اليوم هي الأخيرة من الآيات التي يصف فيها يوحنّا الإنجيليّ الحوار بين يسوع والسامريّة (يو 4: 5 - 29)؛ بعد أن وضعنا يوحنّا الإنجيليّ، بآيات نصّ إنجيل البارحة، في أجواء الربّ يسوع، الناتجة لديه من ذلك الحوار، والتي عبّر عنها بكلامه على "الطعام" الخاصّ، وعلى "الحصاد" وفرحه، وأمام النتائج التي توقّعَها ودلَّ عليها بكلامه على "الحقول التي ابيضّت للحصاد"، يضعنا هنا، بآيات نصّ إنجيل هذا اليوم، أمام النتائج التي حصلت فعلاً من ذلك الحوار.
يمكن فرز هذه النتائج وعرضها كالتالي.
آمنت السامريّة بكلّيّتها، بيسوع، وشهدت له بقولها: "إنّه قال لي كلّ ما فعلت"، ما لم يقله لي، ولن يتمكّن أن يقوله لي أحد! فكانت شهادتُها فَعّالة، إذْ من أجل كلامها آمن بيسوع سامريّون كثيرون.
وجاء هؤلاء إلى عند يسوع، فالتقوا به وتحدّثوا معه، وطلبوا منه أن يقيم عندهم، ويبقى فيما بينهم.
لبّى يسوع طلب السامريّين المؤمنين، وأقام عندهم يومَين، فتسنّى لسامريّين آخرين أن يروه، وأن يسمعوا كلامه، وأن يؤمنوا به؛ وكان عددهم أكثر من الأوّلين.
وقال هؤلاء وأولئك للسامريّة: ما عدنا من أجْلِ كلامِكِ نؤمن، بل من أجل كلمته هو، بعد أن سمعناه؛ ثُمَّ شهدوا على أنّ إيمانهم قائم على عِلمِهِم الأكيد بأنّ هذا، أي يسوع، هو "حقًّا مخلّص العالم".
ثانيًا "قراءة رعائيّة"
"ما عُدنا من أجل كلامِكِ نؤمِن" (42): شهادة المرأة الكنعانيّة، أو شهادة الرسل فيما بعد، لا تقود حقًّا إلى الإيمان، إلاّ إذا كان هناك لقاء مع شخص يسوع وسماع لكلمته.
"مخلّص العالم" (42): يسوع هو أكثر من معلّم، كما انتظره السامريّون، هو المخلّص؛ وخلاصه لا يتوقّف عند اليهود (22)، بل يصل إلى السامريّين وإلى العالم كلّه (يو 3: 16 - 17).
الأب توما مهنّا