صلاة يوبيل الرحمة

أضواء

صلاة يوبيل الرحمة

صلاة يوبيل الرحمة


أيُّها الربُّ يَسوعُ المسيح،


يا مَنْ عَلّمتَنا أنْ نكونَ رُحماءَ كما أنَّ الآبَ السَّماويَّ هُوَ رَحيم، وَقُلتَ لنا إنَّ مَنْ رآكَ قدْ رأى الآب، أرِنا وَجهَكَ، فنَخلـُـصَ.


نَظرَتُكَ المَملوءَةُ حُبًّا قدْ حرَّرتْ زكّا ومتَّى مِنْ عُبوديَّةِ المال، والمَرأةَ الزانيَة ومَريَمَ المَجْدليَّة َ مِنْ طلبِ السَعادَةِ في المَخلوقاتِ وَحدِها. وقد أبكيتَ بُطرُسَ بعدَ نُكرانِهِ، وَوَعَدْتَ اللّصَّ التائِبَ بالمَلكوت.


أعطِ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا أن يَسمَعَ تِلكَ الكلِمَة التي قِيلتْ للمَرأةِ السَّامِريَّة وكأنّها كلمة ٌ مُوَجَّهَة ٌ إلينا جَميعًا: "لو كُنتِ تَعْرِفين عَطيَّة الله!".


أنتَ الوَجهُ المَرئيُّ للآبِ المَحجوب، لِله الذي كَشَفَ عَظمَة َ قُدْرَتِهِ بالمَغفِرَةِ والرَحمَة. لِتَكُنِ الكَنيسَة ُ في العالمِ وَجْهَكَ المَرئِيَّ، يا مَن أنتَ ربُّها القائِمُ بالمَجد.


لقدْ شِئتَ لِخُدّامِكَ أن يلبسوا الضُعفَ هُمْ أيضًا، لكَي يَشعروا بعطفٍ حقيقيٍّ على أُولئِكَ الذين هُمْ في الجهالةِ والضلال: ليَشْعُرَ كُلُّ مَنْ يتَوَجَّهُ إلى أحدِ خُدّامِكَ أنَّ اللهَ يَنتظِرُهُ ويُحِبُّهُ ويَغْفِرُ لهُ.


أرسِلْ روحَكَ وكرِّسنا جَميعًا بِمَسْحَتِه، فيَغْدو يوبيلُ الرَحْمَةِ هذا سَنَة نِعْمَةٍ مِنْ قِبَلِ الرَبِّ، فتُعلِنُ كنيستُكَ بِحماسٍ مُتجدِّد البُشْرَى السَّارَةَ للفُقراء، والحُريَّة َ للمَسْجونين والمَظلومين، وللعُميان بأنّهم سيُبْصِرون مِنْ جَديد.


نسألـُـكَ هذا، بِشفاعَةِ مَريَمَ، أمِّ الرَّحْمَةِ، أنتَ الذي تَحْيا وتَملِكْ مَعَ الآبِ والرّوحِ القٌدُسِ، إلى أبدِ الآبدين. آمين.


صلاة يوبيل الرحمة


شعارُ سنة الرحمة والصورة الرمز


الإثنان معًا: الشعارُ والصُّورة الرَّمز، يؤلّفان وصفًا مُوَّفقـًا للسَّنة اليوبيليَّة. 


فالشِّعار: "كونوا رُحماء كما أنّ أباكم السماويَّ رحيم"، يطلب منَا أن نحيا الرّحمةَ على مثال الآب الذي يسألنا ألّا ندين وألّا نقاضي، بل أن نُسامح َ ونَهَبَ المحبّة والمغفرة َ بدون حساب.


أمَا الصُّورة الرَّمز - شغل الأب اليسوعي ماركو روبنك - فتُقدّمُ لنا، كخلاصةٍ لاهوتيّة مُختصرة، موضوع الرَّحمة، إذ ترسم الابن حاملاً على كتفيه الرَّجلَ الضالّ، مستعيدةً، بذلك، صورةً عزيزةً على قلب الكنيسة القديمة، لأنّها تُفصح عن محبّة المسيح التي تُكمّل سرّ تجسدّه بعمل فدائه.


أُنجِزَ هذا التصميمُ بطريقةٍ تُبرِز الرَّاعي الصالح يُلامسُ، في العُمقِ، جسد الإنسان، فاعلاً ذلكَ 

بمحبّةٍ من شأنِها أن تُبدّل حياته.


بالإضافة إلى ذلك فإنّ هناكَ تفصيلاً، لا يغيبُ عن بالنا، وهو أنّ الرَّاعي الصَّالح يأخذ على عاتقه، وبرحمةٍ لامُتناهية، البشريّة جمعاء، لكنّ عينيه تختلطان بعينيّ الإنسان: المسيح ينظر بعينيّ آدم، وهذا ينظرُ بعينيّ المسيح. وبذلك يكتشفُ كلُّ إنسانٍ إنسانيّته في المسيح، آدم الجديد، مع الآتي الذي ينتظره، وهو شاخصٌ إلى محبَّةِ الأب في نظرة المسيح.


هذا المشهد يقع داخل شكل لوزة، هي، بدورها، رمزٌ له أهميّته في عالم الأيقونات، القديم منهُ والّذي من القرون الوسطى، مناديًّا الحضور المشترك للطبيعتين، الإلهيّة والإنسانيّة، في المسيح.


أمّا الأشكال البيضاويّة المجمّعة، ذات الألوان المُتفتّحة بتدرّجٍ نحو الخارج، فتوحي بحركة المسيح مُخرجًا الإنسان من ليل الخطيئة والموت. فضلاً عن ذلك، فإنّ شدّة اللّون الداكن توحي أيضًا بعدم قابليّة الإنسان لإدراكِ محبّةِ الآب التي تصفحُ عن كلّ شيء.