زمن العنصرة ولادة الكنيسة

أضواء

زمن العنصرة ولادة الكنيسة


الروح القدس في أساس تنظيم الكنيسة


(أعمال: ٦/ ١ - ٥؛ ٦)


" في تلك الأيام كثر عدد التلاميذ، فأخذ اليهود الهلينيون يتذمّرون على العبرانيين لأن أراملهم يهملن في خدمة توزيع الأرزاق اليومية. فدعا الإثنا عشر جماعة التلاميذ وقالوا لهم: " لا يحسن أن تترك كلمة الله لنخدم على الموائد فابحثوا، أيّها الإخوة، عن سبعة رجال منكم لهم سمعة طيبة، ممتلئين من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم على هذا العمل، ونواظب نحن على الصلاة وخدمة كلمة الله. فاستحسن الجماعة كلها هذا الرأي فاختاروا إسطفانوس، وهو رجل ممتلئ من الإيمان، والروح القدس. ثم اختير ستة آخرون. ثم احضروهم أمام الرسل، فصلّوا ووضعوا الايدي عليهم ".


التأمل


١-  " لا يحسن بنا ان نترك كلمة الله لنخدم على الموائد " (٦/ ٢)

ليست هذه التراتبية ذات معنى إجتماعي. هنا خدمة الكلمة وهنا خدمة الفقير. ومما رأينا من عظة بطرس: (٢/ ٣٧ - ٣٩) تفطرت قلوبهم لمّا سمعوا بطرس وسألوا فورًا: " ماذا نعمل ؟ " جواب بطرس مختصر: توبوا واعتمدوا. من الواضح انّ البداية هنا ليست في خدمة الموائد. وهذا يؤكّده قول المسيح: " إذهبوا وعمدوا وعلموا " (متى ١٨/ ١٨ - ١٩) هذه وصية المسيح الأخيرة. ومن الإنجيل " اشفقُ " على الجماعة، وهم المسيح كان أن يُبشر بملكوت الله أو لا.


٢-  اين مقام خدمة الموائد؟ لنسمع جواب المسيح: " وإذا جاء إبن الإنسان في مجده، تواكبه جميع الملائكة، يجلس على عرش مجده... فيقيم الخراف عن يمينه "... ثم يقول الملك للذين عن يمينه: " تعالوا، يا من باركهم أبي، فرثوا الملكوت المعدّ لكم... لاني جعت فأطعمتموني " (متى ٢٥/ ٣١، ٣٣ - ٣٥)  فكلمة المسيح تذهب إلى أبعد من ذاتها إلى إلتزام يعطيها محتوى. لأنه " ليس من يقول لي يا رب، يا رب، يدخل ملكوت السماء بل من يعمل بمشيئة ابي ". فلا فصل بين الكلمة والإلتزام. لكن الكلمة تبقى المدخل إلى معرفة الله وإلى ملكوته. والإلتزام يلي.


٣-  كلّف الاخوة باستحسان سبعة رجال لهم سمعة طيبة واختاروا من بينهم إسطفانوس وهو رجل ممتلئ من الإيمان والروح القدس. الإمتلاء هو أن يؤخذ الإنسان بأمر واحد هو الكل لديه. وهذا الواحد هو الإيمان والروح القدس. فإيمانه بالمسيح يملأه والروح القدس يملأه. هذا وذاك كله، ولا مجال لغيرهما. فخدمة المائدة لا تعني عطيّة أقل أو نعمة أقل. والرسل صلوا عليه ووضعوا أديهم عليه.


ووضع اليد قبول رسمي في خدمة الكنيسة وهذا تم بعد استحسان الجماعة.


مناجاة


الكنيسة تنمو حسب الحاجة إلى الخدمات. نمونا في نمو الكنيسة، وبقدر ما ننمو فيها نرى حاجاتها ويجب أن نستمر في هذه اليقظة لأن الحاجات تكثر والدعوة إلى الخدمة كذلك مستمرة.


                                                                                 من كتاب "هلّم أيّها الروح"

                                                   المطران أنطوان حميد موراني